انعقدت الندوة السنوية الأولى " The First Annual DAGHER-KHARRAT Visiting Orthopedic Lecture" في مستشفى أوتيل ديو، تحت رعاية معالي وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض. تم عقد هذا الحدث بحضور البروفيسور سليم دكاش اليسوعي، رئيس مجلس إدارة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس والمدير العام لشبكة مستشفيات جامعة القديس يوسف – مستشفى أوتيل ديو السيد نصيب نصر، والبروفيسور إيلي نمر، عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف، إضافةً إلى العديد من المديرين والمسؤولين ورؤساء الأقسام.

عُقدت الندوة على مدى يومين في قاعة مستشفى أوتيل ديو. تخلّل الحفل الافتتاحي إشادة وتقدير للبروفيسور خليل خرّاط والدكتور فرنان دغر على مساهماتهما البارزة في مجال جراحة العظام.

اليوم الأول، والذي سُمي "يوم المقيمين"، شجّع على حوارات مباشرة بين الأساتذة الدوليين والضيوف والمقيمين في القسم. ميّز هذا اليوم العروض العلمية ومناقشات الحالات وغيرها من الموضوعات العامة، واختتم بنشاط سياحي اختاره المقيمون.

أما اليوم الثاني، فخُصص لمؤتمر تقليدي ضمّ خبراء دوليين بارزين، خاصةً من أوروبا وشمال أمريكا، لعقد مناقشات أكاديمية ومهنية.

رئيس المؤتمر، البروفيسور عصمت غانم

افتتح البروفيسور عصمت غانم الجلسة بترحيب حار بالمشاركين، وأعرب عن امتنانه العميق بالقول: "هذا المساء مختلف وخاص جدًا. أردت أن أطلق على كلمتي عنوان "الجراحة العظمية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس". للجراحة العظمية في هذا المكان خصوصية خاصة: إنها لا تنفصل عن تاريخ لبنان. فالقيام بالجراحة العظمية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس يتطلب الكفاءات الضرورية لتجاوز صغائر السلوك، وخاصة امتلاك لطافة وخفة التسوية. كل ذلك مع حب لا شرط له لوطننا، وحلم نؤمن به بقوة، وأهم من ذلك، المثابرة دون كلل أبدًا. الفريق هو فلسفة، ومفهوم ينتقل، ووحدة متماسكة. تنمو شبكة مستشفيات جامعة القديس يوسف - مستشفى أوتيل ديو دو فرانس؛ وكان قسم جراحة العظام، بسمعته المرموقة، أول من طُلب منه والأول من استجاب لدعوة تطوير جراحة العظام في الشبكة وإنشاء قطب تميز في هذا المجال. هذا المؤتمر السنوي الصغير الأول، الذي سيجري بأسماء مؤسسينا داغر-خرّاط، ليس سوى تكريم متواضع وعرفان وامتنان أراد التلاميذ التعبير عنه تجاه هذين المدرّسين العظيمين".

المدير العام لشبكة المستشفيات USJ-HDF، السيد نسيب نصر

حيي السيد نسيب نصر المشاركين بكلمته وأبرز تقديره بهذه الكلمات: "أود أولًا أن أرحب بكم جميعًا في هذا المؤتمر الخاص لافتتاح مركز جراحة العظام تحت إشراف البروفسور عصمت غانم، الذي يعتبر من أعلام هذا الصرح الطبي. يأتي هذا الافتتاح في مستشفى أوتيل ديو، الذي احتفل بمئويته الأولى العام الماضي، والذي يسعى جاهدًا للحفاظ على رسالته ومهمته بالرغم من الظروف الصعبة والتحديات التي نواجهها في بلادنا. نجتمع اليوم معكم، ومع مجموعة من الخبراء والأطباء والجهات الفاعلة، لنشهد على هذه الخطوة الجديدة التي نثمّنها وندعمها بفخر. فنحن ملتزمون بالحفاظ على مسار التطور الطبي من خلال الأنشطة والمؤتمرات العلمية والاجتماعية التي ينظمها المستشفى ومن خلال افتتاح مراكز جديدة بتقنيات متطورة وخدمات مميزة. وبهذا يكون مستشفى أوتيل ديو يكمل مسيرته ورسالته في دعم المستشفيات في كل المناطق وتوسيع عمل الشبكة لتقديم أفضل رعاية صحية لجميع المواطنين."

رئيس مجلس إدارة مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، البروفيسور سليم دكاش اليسوعي

بدأ الأب الرئيس سليم دكاش اليسوعي خطابه بشكر جميع الحاضرين على مشاركتهم وأضاف: «من دواعي سروري البالغ أن أشارك في هذه الجلسة الافتتاحية لمؤتمركم الدولي في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس. جراحة العظام هي تخصص يشغفكم جميعًا ويواصل التقدم بلا توقف. أود أن أعبر عن شكري العميق للأستاذ عصمت على هذه الفكرة الرائعة التي منحتنا هذه الفرصة. أيها الأساتذة الأعزاء داغر وخراط، إن مساهمتكم في مجال جراحة العظام، سواء على الصعيد السريري أو البحثي، هي ببساطة مذهلة. نحيي خبرتكم المعترف بها، وتفانيكم الذي لا يتزعزع تجاه مرضاكم، والإلهام الذي تقدمونه للأجيال الحالية والمستقبلية من جراحي العظام. هذا المؤتمر هو مناسبة للاحتفال بمسيرتكم الاستثنائية، ولتسليط الضوء على اكتشافاتكم، وللتعبير عن امتناننا العميق لالتزامكم بالتميز الطبي. تهانينا العزيزة لعصمت وكل فريقه على افتتاح هذا المركز. اسمحوا لي أن أشكر أيضاً مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الذي يحتفل بمئويته، وكلية الطب التي تمتد 142 عاماً، والجامعة اليسوعية التي تحتفل بـ 150 عاماً من التميز. عمر طويل لشابينّا العزيزين، فرناند وخليل، عمر طويل لمستشفى أوتيل ديو دو فرانس، وللجامعة اليسوعية، ولكلية الطب، وخاصةً لوطننا لبنان.

رئيس المجلس الطبي في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، البروفسور إلياس شلالا

باشر البروفسور إلياس شلالا خطابه بالتعبير عن امتنانه للضيوف وقال: «بصفتي ممثلًا للهيئة الطبية في مستشفى أوتيل ديو دو فرانس، أود أن أعبر عن مشاعري وامتناني. يسعدني كثيراً أن أشارك في هذا الحفل الذي يكرم أولئك الذين ساهموا بشكل كبير في إشعاع وسلطة مؤسستنا، على غرار الأساتذة داغر وخراط. نحن مسؤولون عن تنمية هذا الإرث ومواصلة حمل الشعلة، كما يفعل زملاؤنا في جراحة العظام بشكل جيد. يمثل الدكتور داغر صورة جراح العظام الاستثنائي والرؤيوي، الذي ألهم فريق العمل وترك خدمة جراحة عظام تواصل التألق في جميع أنحاء البلاد. أما بالنسبة للأستاذ خليل خراط، فقد قيل كل شيء عنه. لقد واصل خليل هذه المهمة بدعمه للفريق بصرامة وجدية، جامعًا بين الفائدة والمتعة. خليل هو المثال الحي للقبضة الحديدية في القفاز المخملي. هذا المساء، أستطيع أن أقول للجميع، وخاصة لفرناند وخليل، أنه تحت قيادة الأب الرئيس ومديرنا العام، فإن مستشفى أوتيل ديو دو فرانس هو مستشفى يتمتع بذاكرة ويدعم أطبائه".

عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف، البروفيسور إيلي نمر

استهل البروفيسور إيلي نمر خطابه بتكريم حضور الضيوف قائلاً بامتنان: "منذ مئة عام، بدأ مستشفى أوتيل ديو دو فرانس مسيرته. في ذلك الوقت، كان مستشفى صغيرًا بعدد محدود من الأسرة لعدد قليل من المرضى. ومع ذلك، مع تقدم السكان في العمر وزيادة الأمراض، كان من المنطقي أن يزيد عدد الأسرة وكذلك عدد الأطباء. في مستشفى أوتيل ديو، أدرك بعض الرواد أن الرعاية الأفضل للمرضى تتطلب فريقًا مخلصًا. في مجال جراحة العظام، تم تبني هذه الرؤية من قبل الدكتور داغر وتم تأكيدها من قبل الدكتور خراط. كانت هناك شكوك كثيرة، سواء بين جراحي العظام في البلاد أو في تخصصات أخرى، حول مفهوم العمل الجماعي في طب يبقى بشكل أساسي ليبراليًا. كان ذلك تحديًا. اليوم، وجودكم هنا هو أفضل دليل على وجود رؤى قادرة على رؤية ما وراء معاصريهم، والتنبؤ أو تشكيل تطور الممارسات الطبية. نحن هنا اليوم لنشهد على هذا التقدير".

 نقيب أطباء لبنان، البروفيسور يوسف بخاش

أما البروفيسور يوسف بخاش، فقد بدأ بتوجيه رسالة ترحيب حارة، وأضاف: "نلتقي اليوم بمناسبة إطلاق حلقات تعليمية تحت اسم "داغر-خراط" حول جراحة العظام والمفاصل، ونكرم طبيبين عظيمين من أعلام الطب، خاصة في مجال جراحة العظام والمفاصل. اليوم نحن مجتمعون في هذا الصرح، في مستشفى أوتيل ديو، لأن هناك أطباء آمنوا بهذا البلد، علموا الآخرين وحكموا وطببوا الأغنياء مثل الفقراء. إذا عدنا للتاريخ، لم تكن الأمور بهذه السهولة. اليوم نحن نكرم طبيبين لأن من واجبنا أن نكرمهم على كل الأعمال التي قاموا بها، ولكن في الوقت نفسه. لقد ربطنا هذا التكريم بحلقات ومؤتمرات يجب عقدها لتشجيع ودفع كل الأشخاص الراغبين بالمشاركة للاستمتاع بمحاضرات الدكتور خراط والدكتور داغر، ليتبعوا خطاهما ويساهموا ويحملوا هذا المشعل الذي حافظوا عليه، ليبقى القطاع الصحي والقطاع التعليمي ومستشفى أوتيل ديو وجامعة القديس يوسف منارة لبنان والشرق الأوسط."

معالي وزير الصحة العامة، الدكتور فراس أبيض

اختتم الدكتور فراس أبيض بتعبيره عن شرفه للمشاركة في هذا الحدث ومشاركته هذه الكلمات: "نحن نعرف تمامًا عن قسم جراحة العظام في مستشفى أوتيل ديو والخدمة المميزة التي يقدمها. نتوجه بالشكر إلى أساتذتنا الذين أسسوا هذه المؤسسات العظيمة، وعلمونا وحكمونا، وفي نفس الوقت كانوا دائمًا يفكرون في المستقبل، خاصة في ظل هذه الأزمة. لا شك أن العديد من مؤسساتنا قد مرت بظروف صعبة، ولكننا اليوم نشهد كيف تمكنت مؤسسات مثل جامعة القديس يوسف ومستشفى أوتيل ديو من تجاوز الأزمة وتحقيق نظام أفضل. وهذا كله قائم على روح التعاون وكيفية خلق روح الفريق. نتمنى أن تكون هذه الروح موجودة بين الجميع في هذا البلد، ليتمكن لبنان من النهوض مجددًا. وفي هذا السياق، أود أن أحيي السيد نسيب نصر ومستشفى أوتيل ديو دو فرانس على تقديمهم دائمًا الأفضل رغم الظروف الصعبة."

هذا الحدث، الذي يحمل عنوان " The First Annual DAGHER-KHARRAT Visiting Orthopedic Lecture"، والذي ينظمه قسم جراحة العظام مستشفى أوتيل ديو، يمثل خطوة مهمة في تعزيز الروابط الأكاديمية والمهنية بين الممارسين المحليين والدوليين. كما أنه قدم للمقيمين فرصة ثمينة لتطوير وتحسين مهاراتهم السريرية والعلمية. إنه نجاح واعد للمستقبل.

Partager