روش لبنان ومستشفى أوتيل ديو دو فرانس وجامعة القديس يوسف يعززون التعاون عبر تجديد مذكرة التفاهم الاستراتيجية
تماشيًا مع رؤيتها المتمثلة بشعار "نعمل الآن لتأمين ما يحتاجه المرضى فيما بعد"، جددت شركة روش لبنان، مذكرة التفاهم مع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس الجامعي وجامعة القديس يوسف. وعكس حفل توقيع الشراكة، الذي أُقيم في حرم المستشفى في بيروت، متانة هذا التعاون الاستراتيجي، ورسّخ التزام الأطراف الثلاثة بتطوير قطاع الرعاية الصحية في لبنان من خلال شراكة مستدامة وفعالة.
ترسّخ مذكرة التفاهم المُجددة إطارًا للتعاون المشترك في عدد من المجالات ذات الأولوية، من بينها الابتكار والبحوث، التعليم الطبي، الرحلة المرضية وتجربة المريض، السياحة العلاجية، والرقمنة والتكنولوجيا. كما تُشكّل هذه المذكرة توسعًا نوعيًا في نطاق الشراكة، لتشمل أمراضًا جديدة، ضمن الشبكة الأوسع للمؤسسات التابعة لمستشفى أوتيل ديو دو فرانس وجامعة القديس يوسف.
وقَّع مذكرة التفاهم كل من رئيس جامعة القديس يوسف البروفيسور الأب سليم دكاش، والمدير العام لشركة روش في بلاد الشرق الدكتورة كارول حسّون، والمدير العام لمستشفى أوتيل ديو دو فرانس الجامعي الأستاذ نسيب نصر.
من جهتها، أعربت المدير العام لشركة روش في بلاد الشرق، الدكتورة كارول حسّون، عن فخرها بتجديد الشراكة قائلة: "إن توقيع مذكرة التفاهم للعام الثاني على التوالي يُعد شرفًا كبيرًا لنا، ويعكس إيماننا المشترك بقدرتنا على إحداث فرق حقيقي في صحة الإنسان من خلال التعاون المثمر." وأضافت:"لقد كان الأساس القائم على الثقة والتنسيق الذي بنيناه مع مستشفى أوتيل ديو دو فرانس وجامعة القديس يوسف خلال العام الماضي بالغ الأهمية. نحن نؤمن أن السعي المستمر نحو العلم قادر على تغيير حياة الناس. ومع تعميق هذا التعاون، سنواصل توحيد خبراتنا لتجاوز التحديات، وتقديم حلول رعاية صحية رائدة للمرضى في لبنان."
بدوره قال البروفيسور الأب سليم دكاش:" "نحن راضون عن الشراكة المستمرة مع شركة روش. ويؤكد هذا التجديد التزام جميع الأطراف برؤية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز ثقافة التعلم المستدام والتميّز في البحث العلمي داخل لبنان. وتساهم هذه الشراكة في فتح آفاق جديدة للتعاون متعدد التخصصات، ما يضمن تطوير حلول رعاية صحية متقدمة تتماشى مع الاحتياجات المحلية وتواكب تطورات الطب الحديث."
وأضاف الأستاذ نسيب نصر:"تتجاوز أهمية مذكرة التفاهم كونها شراكة تقليدية، إذ تكمن قوتها الحقيقية في الديناميكية، والكفاءة، والاحترافية التي أظهرتها الفرق المشاركة. كما أن تنوّع اللجان التفاعلية والإنتاجية من كلا الطرفين، لعب دورًا محوريًا في تفعيل الركائز الأساسية لهذا التعاون وتحقيق أهدافه".
يؤكد تجديد الاتفاقية، على الإيمان المشترك بأن التقدم الحقيقي في قطاع الرعاية الصحية يتطلب جهدًا جماعيًا. ففي ظل المشهد الصحي المتزايد التعقيد والتحديات الراهنة التي يواجهها لبنان، يصبح التعاون بين الأوساط الأكاديمية والمؤسسات الطبية ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى.
بتضافر جهودهما، تؤكد شركة روش و مستشفى أوتيل ديو دو فرانس وجامعة القديس يوسف في بيروت، على التزامهما المشترك بتطوير حلول مبتكرة ومستدامة تركز على المريض. وتُمكّن هذه الشراكات من دمج العلوم والخبرات السريرية مع التطبيق العملي، ما يمهد الطريق لتحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز منظومة الصحة العامة بشكل شامل.
تؤدي روش لبنان دورًا أساسيًّا في تحسين نظام الرعاية الصحية في البلد منذ أكثر من ٧٥ عامًا. اليوم، وفي ظل التحديات الراهنة التي يمر بها لبنان والمنطقة، تتمسّك روش بالتزامها الثابت بتعزيز العلاقات والشراكات في قطاع الرعاية الصحية، مستندةً إلى دورها الحيوي لإيجاد حلول مبتكرة تساهم في ضمان سلامة المرضى. وبفضل خبراتها وقدراتها الابتكارية، تواصل روش تطوير حلول متقدمة تدعم كل من المرضى والعاملين في القطاع الصحي على حدٍ سواء. وتتجاوز هذه الشراكات حدود تعزيز مرونة واستدامة نظام الرعاية الصحية، لتسعى إلى ترسيخ مكانة لبنان كقائد إقليمي في مجال التقدم الطبي.
مراسم افتتاح قاعة الدكتور فيليب كفوري
لمناسبة زيارة وفد الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا، نظم مستشفى أوتيل ديو دو فرانس (HDF) مراسم افتتاح قاعة الدكتور فيليب كفوري، أحد الأسماء البارزة في الطب الفرنسي-اللبناني.
أقيم الحدث بحضور البروفسور كريستيان بواتار، أمين السر الدائم للأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا، والبروفسور جاك بلغيتي، الأمين المساعد للأكاديمية، والبروفسور جان مارك أيوبِي، عضو مراسل في الأكاديمية، والسيد ألبرت كفوري، رئيس جمعية مالطا لبنان.كما حضر الحفل العديد من الشخصيات البارزة في المجال الطبي والإداري والأكاديمي من مستشفى أوتيل ديو دو فرانس وجامعة القديس يوسف في بيروت.
افتتح السيد نسيب نصر، المدير العام لشبكة مستشفيات جامعة القديس يوسف - أوتيل ديو، اللقاء بتحية لذكرى الدكتور كفوري، مؤكداً الدور التاريخي لمستشفى أوتيل ديو كمنبر لنقل المعرفة والرعاية والتميز بالفرنسية. وأشار إلى أن هذا التكريم يعكس إرادة دائمة في بناء روابط متينة بين فرنسا ولبنان في خدمة الطب والإنسانية قائلاً:" نُحيي ذكراه ونُجدد التزامنا بالقيم التي حملها: الدقة، الرؤية، والإنسانية. كما يشكل هذا الحدث الرسمي مناسبة للاحتفال بالصداقة بين البلدين من خلال تعاون طبي حيوي ويحمل تطلعات المستقبل."
وألقى السيد ألبرت كفوري، ممثل عائلة كفوري، كلمة مؤثرة داعياً إلى تحويل هذه الذكرى إلى طموح علمي من أجل المستقبل بهدف جعل بيروت مركزاً بارزاً للبحث الطبي في قلب الشرق.
تحدث البروفسور كريستيان بواتار عن تأسيس جائزة الدكتور فيليب كفوري، التي جاءت نتيجة تفكير داخل الأكاديمية لتعزيز التعاون الدولي، خصوصاً مع لبنان. وذكر أن أول فائز بالجائزة، الدكتور هامبيغ كورية، اختصاصي أمراض الدم والأورام في مستشفى أوتيل ديو، نالها تقديراً لأعماله ضمن تعاون مثالي مع مستشفى جورج بومبيدو في باريس.
وألقى البروفسور جاك بلغيتي كلمة تحدّث فيها عن دور الأكاديمية في دعم البحث الطبي، من خلال أكثر من أربعين جائزة تُمنح سنوياً بفضل القيم الموروثة والتبرعات، مبرزاً أهمية إنشاء جائزة كفوري ودورها الاستراتيجي في تعزيز العلاقات الفرنسية-اللبنانية.
أعرب البروفيسور جان-مارك أيوب، عن اعتزازه بتحول هذه الجائزة إلى تكريم سنوي، ووجه تهنئة حارة للفائز مرة أخرى على جودة مشروعه وأهميته، مشيراً: "بالنسبة إلينا، هذا المستشفى هو قاعدة متقدمة حقيقية للطب الفرنكوفوني في الشرق الأوسط. وقد خرّج على مر السنين أطباء متميزين."
كما شكّلت هذه المناسبة فرصة لاستعراض المسيرة الاستثنائية للدكتور فيليب كفوري، المولود في بيروت في العام 1894، والمنفي إلى فرنسا في العام 1915، والرائد في مكافحة مرض السل. أصبح مواطناً فرنسياً في العام 1927، وكان مؤلفاً لاختبار السل الجلدي المبتكر الذي رُخص للبيع في تشرين الأول 1944، قبل أسابيع قليلة من وفاته في معهد باستور. وقد واصل الدكتور شارل مريو العمل على تطويره وتحويله إلى منتج صناعي، مما ساهم في تقدم كبير في الوقاية من هذا المرض على المستوى العالمي.
واختتمت الأمسية بحفل كوكتيل تميزت بالذاكرة والتكريم ونقل القيم العلمية المشتركة بين فرنسا ولبنان.
ا ستقبال الأب أرتورو سوسا أباسكال، الرئيس العام للرهبنة اليسوعية
في 19 مارس 2025، تشرّف مستشفى أوتيل ديو دو فرانس با ستقبال الأب أرتورو سوسا أباسكال، الرئيس العام للرهبنة اليسوعية
وقد اتسمت هذه الزيارة بأهمية خاصة، إذ تزامنت مع الذكرى السنوية الـ 150 لتأسيس جامعة القديس يوسف وعيد القديس يوسف. وللمرة الأولى، أتيحت للأب سوسا فرصة اكتشاف جامعة أوتيل ديو دو فرانس. وخلال زيارته، استكشف العديد من الأقسام الرئيسية، مثل قسم الطوارئ، وقسم طب الأطفال، وقسم التصوير الطبي، وقسم غسيل الكلى. وفي كل محطة، عرض عليه المدراء أنشطتهم ورسالتهم. كما استمرت الزيارة في حرم العلوم الطبية، حيث أقيمت وقفة صلاة وتبريك في كنيسة سيدة الرقة. وقد جمع هذا الحدث وفدًا من جامعة القديس يوسف، ضم رئيس الجامعة، والعميد الإقليمي، ونواب الرئيس، وعمداء الكليات، مما عزز الروابط بين المؤسستين
زيارة مستشفى أوتيل ديو للرئيس العماد جوزاف عون
استقبل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور سليم دكّاش اليسوعيّ مع وفد من الجامعة ومستشفى اوتيل ديو الجامعيّ، هنّأه بانتخابه رئيسًا وعرض المشاكل والتحديّات التي تواجهها الجامعات في لبنان بشكل عام، وجامعة القدّيس يوسف بشكل خاص، وشكره على تكليف وزير الخارجية والمغتربين تمثيله في افتتاح المباني الجديدة لكليّة الطب. وشارك في اللقاء وزير الطاقة والمياه جو صدّي بصفته رئيسًا للمجلس الأعلى للجامعة.
ووضع البروفسور دكّاش امكانات الجامعة ومستشفى أوتيل ديو في تصرف رئيس الجمهورية، بما يؤدي إلى نجاح العهد ومساعيه في نهضة لبنان.
وألقى البروفسور دكّاش الكلمة التالية:
"فخامة الرئيس
جئنا إليكم من جامعة القدّيس يوسف في بيروت ومستشفى أوتيل ديو دو فرانس من أجل المباركة والدعاء بالتوفيق في مهمتكم كرئيس للجمهورية. عندما كنّا نلتقي بكم في مقرّ القيادة كان أول ما تقولونه لنا:” لا نتحدث في السياسة لأنها لا توصلنا إلى ما نريد“، وصدقتم وصدقتم دائمًا، لأن أهم شيء هو حبّ الوطن وخدمته وبذل النفس من أجل الوطن، الوطن كلّه. كلامكم هو كلام رجل الدولة الذي يضع خير البلد فوق كل اعتبار.
تعلّمنا في الوطن قيمنا ومبادئنا، وهو المكان الذي نعود إليه دائمًا مهما ابتعدنا. وبالتالي علينا جميعًا أن نعمل على خدمته خصوصًا عند المصيبة بكلّ ما أوتينا من قوة. ونحن أتيتا لنضع بين أيديكم ما نملك من إمكانات في خدمة المجتمع وما يؤدي إلى نجاحكم، ونجاحكم هو نجاح البلد بكلّ مقوماته.
في قلب الصعوبات والمآسي التي مرّرنا بها، واصلت كلّ من الجامعة ومستشفى أوتيل ديو دو فرانس ومستشفيات الشبكة تقديم خدماتها لصالح الجميع، لا سيّما لصالح ضباط وجنود الجيش اللبناني دون تمييز أو تفريق. بالأمس، تمّ افتتاح المباني الجديدة لكليّة الطبّ تحت رعايتكم السامية. شكرًا لكم على تفويض السيد جو رّجي ، وزير الخارجية والمغتربين، أحد خرّيجينا البارزين، لتمثيلكم. تمّ بناء هذه المباني تحت القنابل، وهي علامة على أن جذورنا موجودة ها هنا وأن رغبتنا الجريئة هي أن نلتصق بأرض لبنان هذه لكتابة مستقبلنا.
قسمنا باسم الـ 4 آلف العاملين في مؤسّساتنا أن نعمل جميعًا يدًا بيد من أجل مستقبل أفضل لوطننا الحبيب. عشتم فخامة الرئيس وعاش لبنان".
ردّ الرئيس عون
وردّ الرئيس عون مرحبًا بالوفد، منوّهًا بالدور المميّز الذي تلعبه جامعة القدّيس يوسف في تخريج جيل واعد من الطلاّب في الاختصاصات كافّة، لافتًا إلى أن العمل سيتضاعف في الفترة المقبلة من أجل توفير الأجواء الملائمة للحدّ من هجرة الشباب اللبناني إلى الخارج.
كما نوّه بما قدّمه مستشفى أوتيل ديو ولا يزال، في الظروف الصعبة التي مرّت بها البلاد، مقدّرًا تضحيات الطاقم الطبّي والممرضين والممرضات.
وقدّم البروفسور دكّاش للرئيس عون أيقونة القدّيس يوسف وميدالية الجامعة لمناسبة مرور 150 سنة على تأسيسها، ودعاه إلى حضور الاحتفال الذي سيُقام في هذه المناسبة في 19 آذار المقبل.

Au service de la vie